Tuesday, December 20, 2011

ثقـافة إنكسـار

.
.


رفقاً بي يا من كواني بألف نار
- نار الشوق .. فالحب، فالاحتضار

رفقاً يا من أدمنت الغربة ملامحه
- وما عدتُ أعرفه إلا كطيفٍ مار!

تنزفك الحروف كل يوم
- وإن توانت يوماً .. لا يشفيها أيُ اصطِبار

بل حتى القلب بتعريفك صار يحتار
- من أنت؟ ما أنت يا من تهوى الفرار؟

أتبحث عن شريك دمعهُ غيثٌ مِدرار؟
- اعتدنا شرب الألم من كاس الإنكسار

حتى صار الإحتراق مع غيرك
- ضربٌ من الانتحار !

انثر المشاعر على جنبات الطريق
- وعلى قارعة السماء .. يُمنة ويسار

أتساقطت النجوم شُهباً وهي تلاحق الأمنيات؟
- لا، فقد إلتقطتها وسحقتها لذرات من غبار

قل لي أيها المُنتظر ما نفع مسحوق المشاعر
- والروح في حضرتك رماد مُستقرها قاع البحار!

.
.


ما أنت؟
أَملاكُ رحمة تهوى اقتلاعي من الحياة
بعد أن جنيت من احساسي أطيّب الثمر؟

.
.

Saturday, December 17, 2011

حب بلا فتيل!

.
.

 
لعشاق ذا الزمان غرائبٌ وعجائبُ
كم رأيتُ خيباتهم إذ ما اشتعلوا دون فتيل


ويحهم فإن كل شرار شبّ دون فتيل خائبُ
وفي الهوى خيباتٌ أعظمها من بات به قتيل


ما خيبة العشق إلا في ترك كل مذمومٍ سائبُ
إلا في العشق فكل الطرق إليه سبيلُ


مالي إذا حلّ المساء أسمع كل عاشق ناحبٍ
وهل ينفع من سلك الهوى، بالمنتصف رحيلُ؟


تجمّل باحتراقك مع من تهوى بوجه شاحبٍ
فهل ينفع الفتيل بعد أن يحترق .. شمعٌ يسيلُ؟

 
.
.


جبران خليل جبران .. وانا .. والغروب

جبران خليل جبران .. وأنا .. والغروب
محاورة بيني وبين جبران لأحد أشعاره :)
محاورة قديمة أضيفها من باب الأرشفة



 
قال جبران ..

الشمس قد غابت, و أشباح الغسق قد انتشرت في الغاب
" أسمعيني سكينة الليل لحناً .. من نشير السكينة الأبديّة
و افتحي يا نجوم عيني تملئ .. أن أرى بينك الطريق الخفية
و اجعلي يا رياح منك بساطاً .. و احمليني إلى الرياض العلية "


فقلت أنا ..

الشمس قد غابت, و ألحان الوداع قد انتشرت في الفضاء
فاشتعلي يانجوم .. و أضيئي تلك السماء .. و اجعليني أشهد تلك المصافحة النديّة ..
بين شمس لا تعرف كيف تغيب .. و بين بدرٍ صاح " حان دوري .. أيتها السخيّة "


فقال جبران ..

و اخطفي يا نسائم الليل روحي .. و خذيها مني إليكِ هدية
ودعيني هناك أسرحُ حراً .. إنما العبد يشتهي الحرّية
طال سجني و طال في الأسر يأسي .. و احتمالي لحالتي البشريّة


فقلت أنا ..

الشمس قد غابت, فما بتُ أرى إلا ظِلالاً قد تطاولت على أسيادها .. تسابقها إلى المجد .. إلى دربِ الأرض الأبيّة ..
تحمل رايةً " لا اسم لها " لونها أحمرقاني .. تنادي بالحريّة


فقال جبران ..

أنا مالي و للورى فارفعيني .. و دعيهم في بؤسهم و الرزية
ملّ قلبي من بغضاءهم و هواهم .. ملّ قلبي سبابهم و التحية
و لساني قد صار يخشى لساني .. و جناني أضحى عليه بلية

فقلت أنا ..

الشمس قد غابت, و أشعة الأفق قد تسللت بين الغيوم
فاهربي من مصيرك الأبدي خوفاً .. من سياط الظلمة الأبديّة
و أمددي لي يداً .. بها ألحق بطيورك العليّة
امنحيني أملاً .. به أكمل مسيرة حياةٍ شقيّة
و املئيني حباً للأكوان .. حتى و إن وجِدتُ قتيلةً مرميّة


فقال جبران ..

و فراشي شوكاً و نومي ارتعاشاً .. ويقيني شكاً و بري خطية
و شرابي تعللاً و أواماً .. و طعامي مجاعة روحيّة
و لباسي رماد فكري تذريه .. رياح تثيرها الأمنيّة


فقلت أنا ..

أيا معذباً لروحك .. مالك و مال تلك الروح الأبيّة
ألا تتعب تعذيباً .. لروح قد خُلقت دنيّة !


فقال جبران ..

تلك حالي حرب عوانٌ فإن .. أظفر فنفسي قتيلة أو سبيّه

.
.
.


Thursday, December 15, 2011


في كل يوم يُضاف لأعمارنا بُعداً
أرجو فيه النسيان وينعم علي بالأمان
بالحرية من قيود منحتك إياها لتكبّلني بها

 
في كل يوم يُضاف لأعمارنا بُعداً
أرى نفسي لم أزدد إلا ندماً وحسرات
كيف رهنت تلك المضغة بين يديك
كيف لم تتق الله فيها وبكل ما حملته لك


في كل يوم يُضاف لأعمارنا بُعداً
وكلما زارني طيفك على حين غرة
أكاد أسمع نبضاتي تهز مركز أفكاري
تتصدع نفسي ..
حتى محاولاتي لتغطية أذني بيديّ
لا تحول دون سماعك ..
أسمع نبضي في كل عرق مني
يهز كل خلية باقية فيني !

 
لا شيء يخلصني
إلا التشبث بقلم و ورقة
أصب فيها مشاعري
وأسمع صوت مصافحة الرصاص المغلي
للماء البارد
أتساقط بعدها كورقة خريف
حان موعد استبدالها بأخرى !

.
.