جبران خليل جبران .. وأنا .. والغروب
محاورة بيني وبين جبران لأحد أشعاره :)
محاورة قديمة أضيفها من باب الأرشفة
قال جبران ..
الشمس قد غابت, و أشباح الغسق قد انتشرت في الغاب
" أسمعيني سكينة الليل لحناً .. من نشير السكينة الأبديّة
و افتحي يا نجوم عيني تملئ .. أن أرى بينك الطريق الخفية
و اجعلي يا رياح منك بساطاً .. و احمليني إلى الرياض العلية "
فقلت أنا ..
الشمس قد غابت, و ألحان الوداع قد انتشرت في الفضاء
فاشتعلي يانجوم .. و أضيئي تلك السماء .. و اجعليني أشهد تلك المصافحة النديّة ..
بين شمس لا تعرف كيف تغيب .. و بين بدرٍ صاح " حان دوري .. أيتها السخيّة "
فقال جبران ..
و اخطفي يا نسائم الليل روحي .. و خذيها مني إليكِ هدية
ودعيني هناك أسرحُ حراً .. إنما العبد يشتهي الحرّية
طال سجني و طال في الأسر يأسي .. و احتمالي لحالتي البشريّة
فقلت أنا ..
الشمس قد غابت, فما بتُ أرى إلا ظِلالاً قد تطاولت على أسيادها .. تسابقها إلى المجد .. إلى دربِ الأرض الأبيّة ..
تحمل رايةً " لا اسم لها " لونها أحمرقاني .. تنادي بالحريّة
فقال جبران ..
أنا مالي و للورى فارفعيني .. و دعيهم في بؤسهم و الرزية
ملّ قلبي من بغضاءهم و هواهم .. ملّ قلبي سبابهم و التحية
و لساني قد صار يخشى لساني .. و جناني أضحى عليه بلية
فقلت أنا ..
الشمس قد غابت, و أشعة الأفق قد تسللت بين الغيوم
فاهربي من مصيرك الأبدي خوفاً .. من سياط الظلمة الأبديّة
و أمددي لي يداً .. بها ألحق بطيورك العليّة
امنحيني أملاً .. به أكمل مسيرة حياةٍ شقيّة
و املئيني حباً للأكوان .. حتى و إن وجِدتُ قتيلةً مرميّة
فقال جبران ..
و فراشي شوكاً و نومي ارتعاشاً .. ويقيني شكاً و بري خطية
و شرابي تعللاً و أواماً .. و طعامي مجاعة روحيّة
و لباسي رماد فكري تذريه .. رياح تثيرها الأمنيّة
فقلت أنا ..
أيا معذباً لروحك .. مالك و مال تلك الروح الأبيّة
ألا تتعب تعذيباً .. لروح قد خُلقت دنيّة !
فقال جبران ..
تلك حالي حرب عوانٌ فإن .. أظفر فنفسي قتيلة أو سبيّه
.