Monday, April 16, 2007

أنقذوا ( الفلسفة ) من النظرة التقليدية !



عندما كنت ُ في المرحلة الثانوية , أتذّكر بأننا درسنا موضوعا ً من موضوعات اللغة الإنجليزية خلاصة القول فيه " أن الإنسان الذي يستعمل يده اليمنى في الكتابة فهو يستعمل الجزء الأيسر من دماغه في التفكير , حيث يختص هذا الجزء من الدماغ بالتفكير الرياضي التحليلي ,
... أما الإنسان الذي يستعمل يده الشِمال في الكتابة فإنه يستعمل الجزء الأيمن من دماغه , حيث يختص هذا الجزء بالتفكير بالفنون الأدبية .."

كعادتنا , كُنا نطبّقُ الدروس على أنفسنا , فـ بدأت الألقاب تتهافت على " العسماويين " – أولئك الذين يكتبون بأيديهم الشِمال - و لأننا كُنا ندرس في القسم العلمي , فقد جزمت الأغلبية بأنهم لن يتذوّقوا طعم النجاح إلا عند التحويل للقسم الأدبي .. تبا ً لتلك الدراسة :)

فقد كنت ُ من أولئك " العسماويين " المساكين , الذين كلمّا عجِزوا عن حل مسألة رياضية ما .. قالوا : " هذا لأنك ِ تفكرين بعقلك ِ الأيمن " و هلم جرا من تلك المواقف .

هذا الأمر ولّد لديّ كُرها ً دفينا ً للقسم الأدبي بكافة مواده , رغم كونه أمرا ً بسيطا ً .. إلا أني لم أقرب تلك المواد حتى لو من باب المُطالعة – عدا الشعر و الكتابة – التي مارستُها ممارسة حرّة بلا قيودها الرسمية .

اليوم , و منذ بداية هذا الفصل الدراسي .. اضطررت لأخذ مقرر يُعنى بدراسة " مبادئ الفلسفة " و كحال أي طالب لم يدرس الفلسفة من قبل , كانت هناك " علامة استفهام " كبيرة .. تمحورّت وسط محيطٍ مُظلم , تسأل عن السبيل الذي سأجتاز به هذا المقرر .

ساهم الأصدقاء – مشكورين – بزيادة هذا الرعب , حيث أن أغلبنا لم يعرف هذا المقرر إلا بالاسم , فأخذوا يطلقون توقعاتهم و تخميناتهم التي عرفوها بسماع تجربة فاشلة لأحدهم !

فـ قررتُ من باب الاضطرار اعتبار الأمر مغامرة , أخوضها من باب التحدّي .. و تجربة أمر جديد لم يجربه أغلب الدارسين معي .

أنهيّتُ نصف المقرر الآن زمنيا ً, و لكن من الداخل أحسست بأن الأفكار قد تعلمت الانتظام .. و باتت تفكر بشكل أفضل مما كنت ُ أقوم به من قبل ..!

أظنها تلك هي الفلسفة ..!

ليست تلك التي عرفناها , عندما نستمع إلى شخص يستخدم حجته " الواقعية جدا ً " و يمزجها ببعض " خيالاته " فنطلق ردنا الذي يخشى الخوض في " عملية " التفكير : " فكّنا من فلسفتك " / "رجاء يا فلان .. بلا فلسفة "

هنا نحن نعتبر الفلسفة هذيان زائد لا داع ٍ له , و مجهود ذهني و فكري ضائع مشتت و " مُتطاير " في الهواء .

لكن ما تعلمته عن الفلسفة في فترة دراستي البسيطة لها , أنها التفكير بعمق لأجل الوصول لهدف ٍ و حقيقة .. ليس هذا و حسب , بل عرفت ُ أن أغلبنا هُنا في الإنترنت .. مارس الفلسفة من دون قصد منه .

في كل موضوع نكتبه , كل فكرة تخطر في بالنا , كل رد نكتبه ردا ً على كُتابُنا هنا .. إنما هو ممارسة بسيطة للفلسفة .

أجل , بسيطة .. فما بالكم لو أتقنّا قواعد الفلسفة تلك ؟

إن الفلسفة تُبرمجك تلقائيا ً على التفكير بشكل واقعي , فـ تجد نفسك بكل سهولة تخوض " أصعب " الحوارات , و تعطي الحُجة التي تحتاجها بشكل مقنع " جدا ً " تجعل من مُناظِرك يؤيّدك في معظم الأحيان .

لن أرجع حُبي للفلسفة اليوم إلى " نشاط " نصف دماغي الأيمن , و لكني سأرجعه إلى تلك " الحاجة " الإنسانية التي نحس بأننا نبحث عنها من وقت إلى آخر في داخلنا , عندما نريد إقناع من حولِنا .. أو التعبير عمّا يدور في خلجاننا بطريقة " فلسفية " مميّزة .

ابدءوا دراسة الفلسفة أو مطالعتها إن رأيتم بأن كلامي قد أقنعكم أو أثار فضولكم ..,

خصوصا ً إن كُنتم من الزملاء " العلميون " الذين لم يجربوا الدراسة الأدبية :)
أو إن كُنتم من الأصدقاء " العسماويين " الذين ملّوا انتقاص قدراتهم الرياضية أمام قدراتهم الأدبية .

أتمنى أن تساهم يوميّتي هذه بتغيير النظرة التقليدية " الظالمة " للفلسفة .. فهي عالم مُتناسق " قد " تجدون به الراحة بعد الجري في عالم نفتقد فيه الكثير .


انتهت يوميّتي ,
و شكرا ً لأنكم تحملتم " فلسفة " اليوم :)

Mi$s-Q8
~~~

Thursday, April 05, 2007

ودّع الشتاء



أتعلمون ما الأجمل من رحيل الشتاء
و توديع المخيّمات ؟

السهر حتى الفجر .. في رحلة حداق
أمام طيف أبراج الكويت .. المشوه بالماء



إنه الصيف
فاستعدوا لحرارته :)


Mi$s-Q8

~~~