Monday, August 31, 2009

ذاتَ فِراقْ

.
.
.


لا تَعلمْ كم تكونُ الحَياة غَريبةْ
قاسيــّة
باردّة .. من دونك !
لم أعلم كم هي المساحة التي تحتلها
حتى فقَدْتـُك ذاتَ لحظةْ
فَقدْتُ فيها روحي
فقدتُ فيها كـُـل شيءْ
تراءتْ فيها ذكرياتنا القليلة
و قـُبلة على الجَبينْ
طَبعتَها ذاتَ يومٍ .. و رَحلْتْ
.
.
.

حبيبي ,
أسِرتَ يوماً بِلا روحْ ؟
تـُثقِلـُكَ الخـُطواتْ
تـُؤلمُكَ دَقاتُ قلبُكْ النابِضْ ؟
تتمَنى له المَوتْ
تصيحْ بأعمق آهاتكْ ..
" توّقفْ أيُها المشؤومْ !"
تبدو فيها الطـُرقاتْ .. طويلة
طويلة جِداً !
تتخطفـٌكَ النظراتُ .. هنا و هُناكْ
علّها تَلمحُ طيفاً .. له
تَمرُ بكلِ شيء ..
و لا تتمنى إلا ذاك الحُضنْ
ترتمي فيهِ
وسطه تكون القسوة .. رقيقة !
و الغـُربة .. مؤنِسة
فلا " تجدكَ " إلا وِسطَ حُفرة وَاقعٍ أليمْ
و فِراقٌ حلّ
فؤادٌ مُنكسِرْ ..
لا جبيرة له .. إلا هُوَ !
.
.
.

حبيبي ,
أفَكرْتَ يوماً بـ " لا شيء " ؟
و بدا ذلكْ التَفكيرُ مُتعباً
مُتعبٌ جداً !
رأسُكَ ثقيلْ
لا تقوَى على حَمْله
تتمنى ذاكَ الصدرَ
تُسنِدهُ إليه
تسْتَمِعْ إلى دقّاتِ قلبِه
تهويدةً تسْتكينُ إليها أطيافُ الجنون
تـُبخّرُ الألمْ المُتعبْ
فيختفي .. بلا عودة
.
.
يومَ تلاشتْ أشلائي
خارتْ قِوايْ
صَغرتْ مكانةُ ذاتي
اختفى كلُ شيءْ
بَدتْ فارغة .. خاويـّة
تلكَ الحياة !
لحظة فقط .. علمتُ بأنَ روحكْ لن تعودْ
لن تـُهيمِنَ بوجودها عليّ
.
.
.
حبيبي ,
أنا بِكَ قويّةْ
أنا بِكَ حيـّة
لا يَملأُ فراغي ..
لا يملأُ غروري ..
إلا أنتْ !
أنتَ هي نِقاطُ ضَعفي
و نقطة قوّتي الوحيدة
.
.

نظراتـُكَ الساخرة أراها في مرآتي
يومَ أقفُ أمامها بِشمُوخْ
مـُتخنِجـّة
كأجـمَلْ فتاة على الكونْ
فيها قـُبُلاتك تحضنني
لمَساتـُكَ تـُدغْدُغني
هَمساتُك تمْلأ هوانا
نَظراتـُنا تفيضُ بالعِشق
كأوّل يَومٍ وجدتني فيه
.
.
عقارب الساعة تناديكْ
حانتْ ساعةُ العودة للوَاقِعْ !
و قـَبلْ رَحيلكْ
أعلّق نظراتي بكْ
أغمِضُ عَيـْنايْ
أقتربُ مِنكْ
ألامِسُ أذنكَ اليـُسرى بشفتايْ
فأهمِسُ بها
" حبيبي .. ليكن هذا خِلافنا الأخيرْ "
.
.
.
.
.
.
إليك حبيبي ,
" أحبك "
.
.

No comments: